منتظر الزيدي
سمعنا قبل ايام من يتكلم باسم الدين الاسلامي في مصر ويصر ان “لا يمكن ان يكون رئيس لمصر من هو قبطي او امراة”. وان اردنا ان ننزل لهذا المستوى التحريضي الطائفي، فعلينا ان نبحث في تخريب مبارك مصر وهو الذي يصلي جماعة ويحظى بدعم بعض المشايخ من باب “اطيعوا الله ورسوله واولي الامر منكم”. الحقيقة التي لا تقبل الشك هي ان المصريين باختلاف دياناتهم واعراقهم هم اخوة ولهم حق بان يعمروا هذه البلاد معاً. فلو فاض النيل على سبيل المثال هل سيكتفي الاقباط بالتفرج ام انهم سينصهرون في لجاج المصيبة؟ هل يتذكر احد ممن شاركوا بالجيش المصري في كل ازماته مع العدو الصهيوني ان الاقباط اعرضوا عن الحرب ام انهم كانوا كتفاً على كتف مع بقية المصريين ورويت ارض مصر الطاهرة من دمائهم الزكية؟ وفي ثورة مصر شاهدنا شباب مصر مسلمين واقباطاً يصعد بعضاً على كتف بعض ويهتفون للحرية والكرامة ولمصر. وهل نسي “المتأسلمون” ان الاقباط هم اخوال المسلمين؟ حين تزوج نبينا محمد(ص) من ام المؤمنين ماريا القبطية وانجبت له ابراهيم الذي توفي صغيرا وما اروعها من زيجة تعيد لنا جذور الاخوة والمحبية بين المسلمين والاقباط، فعندما اوفد النبي محمد (ص) بعض الرسل الى الحكام ارسل الى المقوقس عظيم القبط وحينما سمع بالدعوة الاسلامية لم يضطهدها ولم يهزء بها بل صدقها وكرم حاملها عليه الصلاة والسلام، ففي رسالته الموجهة الى النبي محمد (ص) كتب عظيم القبط “بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد بن عبد الله، من المقوقس عظيم القبط، سلام عليك، أما بعد فقد قرأت كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه، وما تدعو إليه، وقد علمت أن نبياً بقي، وكنت أظن أنه سيخرج بالشام، وقد أكرمت رسولك، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم، وبكسوة، وأهديتُ إليك بغلة لتركبها والسلام عليك”. وحينما ولى امير المؤمنين علي بن ابي طالب مالك بن الاشتر (رض) مصر اوصاه بمعاملة الاقباط معاملة المسلمين، وقال ضمن وصية طويلة “الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق”. ووفق ذلك يجب ان يعامل الاقباط في مصر معاملة بقية المسلمين. يجب ان تكون لهم ذات الحقوق بما ان عليهم الواجبات نفسها.
في الختام دعوة لكل شباب مصر بان لا يدعوا المتطرفين والمتخندقين يسرقون الثورة من ايديهم التي تضرجت بدماء الشهادة وان يغلبوا المصلحة الوطنية على اي مصلحة فئوية او مذهبية.