داعشي من المغرب وراء الهجوم في القطار الفرنسي
تم التعرف رسميا السبت على هوية المشتبه باطلاقه النار الجمعة في قطار تاليس بين امستردام وباريس والذي تبين في وقت سابق انه زار سوريا وكان معروفا لدى اجهزة الاستخبارات الفرنسية والاسبانية.
وافاد مصدر في الشرطة الفرنسية ان المشتبه به هو مواطن مغربي يدعى ايوب الخزاني قالت الاستخبارات الاسبانية انه ينتمي الى التيار الاسلامي المتطرف.
واوضح المصدر ان الشاب الذي سيبلغ السادسة والعشرين في الثالث من ايلول/سبتمبر، تم التعرف اليه عبر عناصر مادية عدة بينها بصماته الرقمية.
ويخضع المشتبه به للاستجواب من قبل مسؤولين في دائرة مكافحة الارهاب قرب باريس.
وقال مصدر في جهاز مكافحة الارهاب الاسباني لوكالة فرانس برس ان المشتبه به “اقام في اسبانيا لفترة سنة حتى العام 2014 ثم قرر الانتقال الى فرنسا”.
واضاف “بعد وصوله الى فرنسا، سافر الى سوريا قبل ان يعود الى فرنسا” مؤكدا معلومات سبق ان نشرتها صحيفة ال باييس الاسبانية.
وبعد اكثر من عام، في العاشر من ايار/مايو 2015 رصد في برلين اثناء مغادرته الى تركيا بحسب الاستخبارات الفرنسية التي علمت لاحقا من الاجهزة الاسبانية انه انتقل للاقامة في بلجيكا.
وفتح الرجل الذي كان بحوزته رشاش ومسدس آلي وتسعة مخازن واداة حادة، النار مرة واحدة على الاقل قبيل الساعة 16,00 بتوقيت غرينتش الجمعة في قطار سريع بعيد وصوله الى فرنسا.
لكن تم شل حركة الرجل بفضل تدخل ثلاثة اميركيين، بينهم عسكريان، نجحوا في السيطرة عليه.
ووجه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند “شكرا كبيرا” السبت الى نظيره الاميركي باراك اوباما في ضوء “السلوك المثالي” للمواطنين الاميركيين الذين سيطروا على مطلق النار داخل قطار تاليس، وفق ما اعلن الاليزيه في بيان.
وقال اوباما ان هؤلاء الرجال يتمتعون ب”شجاعة استثنائية”، بحسب البيت الابيض.
ويستقبل هولاند صباح الاثنين في الاليزيه “المواطنين الاميركيين والفرنسيين والبريطانيين” الذين ادى تدخلهم الى عدم حصول الاسوأ في القطار، وفق ما افادت اوساطه وكالة فرانس برس.
وقال اليك سكارلاتوس (22 عاما) العضو في الحرس الوطني في ولاية اوريغون الاميركية “سمعنا اطلاق نار وتهشم زجاج”.
واضاف الرجل الذي عاد مؤخرا من افغانستان لقناة بي اف ام-تي في “رأيت رجلا يدخل العربة مسلحا برشاش”.
وقال كريس نورمان (62 عاما) وهو بريطاني كان في العربة نفسها وساعد في ايقاف المهاجم “قال اليكس لسبنسر (ستون العسكري الاميركي الثاني في المجموعة) اذهب لضربه”. وتابع ان “الشاب اخرج سلاحا حادا وضرب سبنسر باسفل عنقه وقطع ابهامه عمليا”.
واضاف “لكن سبنسر امسك به وتمكنوا من السيطرة عليه. كان غائبا عن الوعي وتمكنا من ان نوثق يديه”.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان ان “شجاعة نورمان والركاب الآخرين ساعدت في تجنب حادث رهيب”.
واكد سكارلاتوس ان “سبنسر جرى عشرة امتار حتى وصل اليه واخذ يضربه على رأسه حتى انهار”.
ونقل ستون الى المستشفى “وهو في صحة جيدة” كما قال اصدقاؤه. وجرح شخص آخر بالرصاص وحول القطار مساره الى اراس (شمال فرنسا) حيث اعتقل المهاجم.
وفي لقطات صورت على هواتف نقالة داخل القطار وبثتها محطات التلفزيون يظهر الشاب المهاجم النحيل يرتدي بنطالا فاتح اللون وعاري الصدر وقد طرح ارضا على بطنه ووثقت يداه خلف ظهره. وقد وضع رشاش على مقعد بينما يظهر دم على زجاج العربة.
وما زالت دوافع الشاب مجهولة. وقالت ادارة مكافحة الارهاب في نيابة باريس انها ستتولى التحقيق في هذه الحادثة “نظرا للسلاح الذي استخدم وسير الوقائع والظروف التي جرت فيها”، بينما تحدث رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال عن “هجوم ارهابي”.
من جهتها، اعلنت النيابة البلجيكية فتح تحقيق “على اساس قانون مكافحة الارهاب”. وقال الناطق باسم النيابة الفدرالية ايريك فان دير سيبت لفرانس برس “فتحنا تحقيقا على اساس مكافحة الارهاب” و”استنادا الى ان المشتبه به استقل القطار في بروكسل”.
وقررت بلجيكا السبت تشديد الاجراءات الامنية في شبكة قطاراتها غداة الهجوم، وقالت السلطات البلجيكية انه ابتداء من هذا الاسبوع سيتم تكثيف الدوريات على خط قطارات تاليس السريعة كما ستشدد الضوابط والدوريات في محطات القطارات الدولية وكذلك على صعيد تفتيش الامتعة.
وكانت صحيفة ال باييس الاسبانية ذكرت ان الشاب الذي استقل القطار في بروكسل كان يقيم في اسبانيا منذ فترة ليست بعيدة. وقد قرر الانتقال الى فرنسا في 2014. وسافر بعد ذلك الى سوريا وعاد الى فرنسا، حسب الصحيفة نفسها.
ونقل ركاب القطار الى مركز للالعاب الرياضية بالقرب من محطة اراس.
وقامت الشرطة العلمية بتفتيش القطار لكنها لم تعثر سوى على رصاصة فارغة واحدة، كما صرح مصدر قريب من الملف.
ومنذ اعتداءات السابع من كانون الثاني/يناير 2015 في باريس التي خلفت 17 قتيلا تم تفعيل خطة مكافحة الارهاب في كافة الاماكن التي تعتبر حساسة في فرنسا.
وتقول السلطات انه تم منذ ذلك الحين احباط العديد من الاعتداءات.