- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

قراءة في خطاب الأسد: بات أكثر تصلباً

 يرى محللون أن الرئيس السوري بشار الأسد يراهن على انقسام المعارضة والعرب والمجتمع الدولي للبقاء في السلطة متجاهلاً الاحتجاجات الشعبية في بلاده.

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الاميركية في بيروت، هلال خشان، إن «المعارضة مجزأة وبعض العرب يريد تحركاً اقوى وآخرون لا يريدون ذلك، ولا اجماع لدى المجتمع الدولي بسبب الموقف الروسي». واضاف «هذه التناقضات هي ما تبقى الاسد في السلطة، انها النقطة الرئيسية التي يستفيد منها”.

ويشير الخبراء الى ان الاسد يحاول الاستفادة الى اقصى الحدود من هذه النقطة عبر الرد بالاشارة الى نظرية المؤامرة، متهماً المعارضة بـ «التواطؤ مع الاجنبي» وعلى الأخص الدول الغربية، وفقاً لما كرره الأسد في كلمته الرابعة منذ بدء الاحتجاجات التي ألقاها الثلاثاء، وأكد فيها أن نظامه سيضرب «الارهابيين القتلة بيد من حديد”.

من جهته، أوضح الأستاذ المحاضر في مادة الجغرافيا في جامعة ليون 2، فابريس بالانش، أن الأسد «يكرر قوله للمتظاهرين بامكانكم مواصلة التظاهر وسيكون الرد قمعاً ولن تجري أي تسوية». ورأى بالانش، الخبير في الشؤون السورية، في كلمة الأسد الأخيرة فرصة «لطمأنة» الشعب السوري بعد الهجمات الدامية التي شهدتها دمشق في الأسابيع الاخيرة.

أما مدير مؤسسة عصام فارس في بيروت، رامي خوري، فلفت إلى أن «السياسة الداخلية السورية واضحة ولم تتغير كثيراً منذ أربعين عاماً، من حافظ الأسد إلى بشار الاسد”. وأوضح أن «كل ما يجري داخل البلاد يعتبرونه مؤامرة خارجية ويأتي رد الجيش حاداً. إنها سياسة متناسقة جداً»، في اشارة الى قمع الاسد الاب حركة الاخوان المسلمين في الثمانينات.

وبعد خطابه، وصل الاسد الاربعاء فجأة في مشاركة علنية نادرة الى تجمع لانصاره في ساحة الامويين وسط دمشق والقى كلمة فيهم. وقال الاسد «سننتصر من دون ادنى شك على المؤامرة»، مؤكداً «أنهم في مرحلتهم الاخيرة من المؤامرة وسنجعلها نهاية لهم ولمخططاتهم”.

وعلق بالانش على كلمة الأسد بالقول «يريد أن يثبت أن هناك قائداً. إنه يحاول طمأنة انصاره وجذب كل الذين بدأوا يخافون من الارهاب». واعتبر ان الكلمة كانت طريقة لقطع الطريق على جميع شائعات الاستقالة أو لجوئه الى روسيا التي تقدم دعما نادراً لدمشق في وسط الازمة. كما ان النبرة الحازمة موجهة الى الخارج.

من جهته، قال خشان «كما لو انه (الأسد) يقول لحلفائه ان يواصلوا مساعدته ولخصومه انه هنا ليبقى”.

ويرى المراقبون ان النبرة الصارمة تنم عن برودة اعصاب النظام الذي يراهن على عنصر الوقت.

وقال بالانش إن «الجيوسياسية متوقفة عام 2012» في الخارج في اشارة الى الانتخابات في فرنسا والولايات المتحدة وكذلك لدى حليفتي سوريا روسيا وايران. وأضاف «انه واثق من مواصلة موسكو وطهران دعمه ولا يزال لديه العام 2012 لمواصلة القمع والسعي الى استعادة السيطرة على البلاد”.