البابا أوباما واللاجئين نجوم الأمم المتحدة
نيويورك – ميشيل نيكولز ولويس شاربونو (تحقيق – رويترز)
يلتقي قادة العالم في اجتماعهم السنوي في الأمم المتحدة ابتداء من يوم الجمعة في وقت تواجه فيه أوروبا تدفق طالبي اللجوء وكثير منهم يفرون من الحرب الأهلية السورية التي تمثل أسوأ أزمة إنسانية منذ إنشاء المنظمة الدولية قبل 70 عاما.
وسيكون أيضا تنظيم الدولة الإسلامية على رأس جدول الأعمال. وسيعقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا لمكافحة الإرهاب بحضور أكثر من 100 دولة وجهت لها الدعوة. ومن المقرر أن يتناول الاجتماع التصدي للدولة الإسلامية والإرهابيين الأجانب والتطرف العنيف. وسيترأس وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اجتماعا رفيع المستوى لمجلس الأمن الدولي يتناول أيضا مكافحة الإرهاب
لكن قبل إنطلاق ماراثون الخطب في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا يوم الاثنين يلقي البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كلمة أمام الأمم المتحدة يوم الجمعة قبل القمة التي تستمر ثلاثة أيام بحضور أكثر من 150 زعيما من قادة العالم. ومن المقرر أن تتبنى القمة أجندة عالمية للتنمية المستدامة خلال الخمسة عشر عاما المقبلة.
وقالت سمانثا باور سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “يعرف دائما أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة رفيع المستوى بالمقابلات الدبلوماسية السريعة لكن أعتقد أن هذا العام سيحطم الأرقام القياسية.” وقالت إنه يعتقد أن هذا العام سيشهد حضور أكبر عدد من زعماء العالم في تاريخ الأمم المتحدة.
ومن بين الزعماء الذين سيظهرون ظهورا نادرا في ذكرى مرور 70 عاما على انشاء الأمم المتحدة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والزعيم الكوبي راؤول كاسترو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأنشئت الأمم المتحدة خلفا لعصبة الأمم في عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار صراعات مماثلة.
وسيكون حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي يقوم بزيارة رسمية للولايات المتحدة أول ظهور له كرئيس صيني في الأمم المتحدة.
وتهدف أجندة التنمية المستدامة الجديدة التي وافق عليها أعضاء الأمم المتحدة الشهر الماضي إلى القضاء على الجوع والفقر المدقع والحد من عدم المساواة داخل الدول وفيما بينها وتحقيق المساواة بين الجنسين وتحسين إدارة المياه والطاقة ومكافحة تغير المناخ على وجه السرعة.
وسيكون فرنسيس وهو مدافع قوي عن العمل من أجل مكافحة تغير المناخ البابا الخامس الذي يوجه خطابا للأمم المتحدة. وأصدر فرنسيس في يونيو حزيران أول وثيقة بابوية بشأن البيئة.
ويلقي بوتين كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الاثنين. وفي حين لا يوجد اجتماع رسمي مزمع مع أوباما ستكون هناك فرصة أمام الزعيمين للحديث على هامش القمة.
وقال ريتشارد جوان الذي يقوم بالتدريس في جامعة كولومبيا “يبدو أن روسيا قد تطرح مقترحات سلام جديدة بشأن سوريا لكن فرص تحقق انفراجة ضئيلة.”
وأضاف جوان “سيستغل بوتين زيارته الأولى للأمم المتحدة منذ عشر سنوات للدفاع عن دعمه للرئيس السوري بشار الأسد بقوة لكن الحكومات الغربية والعربية سترد بشدة مماثلة… المناقشات المعقدة بشأن سوريا قد تسمم الأجواء.”
ومن المتوقع أن يستخدم بوتين منصة الأمم المتحدة للتحدث عن حاجة الدول للتعاون من أجل تدمير تنظيم الدولة الإسلامية والتصدي للتهديدات التي يشكلها التطرف والإرهاب.
وفي الآونة الأخيرة تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وروسيا. ويشترك الخصمان السابقان إبان الحرب الباردة في معاداة مقاتلي الدولة الإسلامية لكنهما وصلا إلى طريق مسدود فيما يتعلق بكيفية إنهاء الحرب في سوريا إذ تدعم روسيا الأسد بينما تقول الولايات المتحدة إنه يجب أن يترك السلطة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون قبل جلسات الجمعية العامة “في سوريا يتحدى المقاتلون كل المعايير الإنسانية… تقع مسؤولية إنهاء هذا الرعب على عاتق الأطراف وعلى عاتق الجيران والقوى الخارجية التي تؤجج القتال.”
وقتل ما يربو على 250 ألف شخص في سوريا منذ تصاعدت حملة الحكومة في عام 2011 على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية لتتحول إلى حرب أهلية أدت إلى صعود تنظيم الدولة الإسلامية. وشرد حوالي 7.6 مليون شخص علاوة على فرار أربعة ملايين آخرين. وثمة عشرات الآلاف الآن في طريقهم إلى أوروبا.
ووسط ضجة بشأن معاملة بعض الدول الأوروبية للاجئين والمهاجرين حث بان القادة الأوروبيين على إظهار التعاطف. ويستضيف الأمين العام للأمم المتحدة اجتماعا لزعماء العالم يوم 30 سبتمبر أيلول لمناقشة أزمة الهجرة العالمية.
وقال بان “أدت الصراعات الوحشية وانهيار المبادئ الأساسية للحكم واليأس الاقتصادي وعوامل أخرى إلى تشريد للسكان لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.” وأضاف أن حوالي 60 مليون شخص فروا من ديارهم على مستوى العالم.
وسيحضر أيضا اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف. ومن المتوقع أن يشارك ظريف في اجتماع يوم الاثنين مع وزراء خارجية الدول الست الذين تفاوضوا على الاتفاق النووي التاريخي مع طهران ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وعلاوة على سوريا تقول الأمم المتحدة إن اليمن وجنوب السودان والعراق بين أسوأ الأزمات الإنسانية. ومن المقرر أيضا أن تعقد اجتماعات رفيعة المستوى بشأن تلك الصراعات خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.