الحصيلة: وفاة ٧١٧ حاجاً لبيت الله الحرام
قالت السلطات السعودية إن 717 حاجا على الأقل لاقوا حتفهم يوم الخميس في تدافع في مشعر منى خارج مدينة مكة في أسوأ كارثة تقع أثناء موسم الحج منذ 25 عاما.
وقال الدفاع المدني السعودي إن 863 شخصا على الأقل أصيبوا في التدافع الذي حدث عندما وصلت مجموعتان كبيرتان من الحجاج في نفس الوقت إلى تقاطع طرق على شارع 204 في منى التي تقع على بعد بضعة كيلومترات شرقي مكة بينما كانوا في طريقهم لرمي الجمرات.
وكارثة يوم الخميس هي الاسوأ خلال مواسم الحج منذ يوليو تموز 1990 عندما قتل 1426 حاجا سحقا داخل نفق المعيصم قرب مكة أثناء شعيرة رمى الجمرات.
وأظهرت صور نشرت على حساب الدفاع المدني السعودي على موقع تويتر يوم الخميس حجيجا على محفات ينقلها عمال طوارئ إلى سيارة إسعاف.
وشهد الحج كوارث في الماضي من بينها حوادث تدافع وحريق في الخيام وأعمال شغب لكنها أصبحت أقل تكرارا في السنوات القليلة الماضية بعد أن أنفقت الحكومة مليارات الدولارات على تطوير وتوسيع البنية التحتية لمواقع الحج وتكنولوجيا السيطرة على الحشود.
وظهر في فيديو نشر على تويتر ولم يتم التحقق من صحته أشخاص بملابس الإحرام ممددين على جانب طريق فيما يحاول حجاج وعمال إنقاذ إنعاشهم.
*المسؤولية
وقال الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم الخميس إنه يتعين على الحكومة السعودية تحمل مسؤولية كارثة حادث التدافع التي ذكرت تقارير أن أكثر من مائة حاج إيراني قتلوا فيه.
وأضاف خامنئي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني “يتعين على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤولية هذا الحادث المحزن… سوء الإدارة والأفعال غير الملائمة تسببت في هذه الكارثة.”
وتقدم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بأحر تعازيه. وقال “أعزي نفسي وأعزيكم بحجاج بيت الله الحرام ضحية حادث التدافع الذى وقع صباح هذا اليوم بمنى وأعزي ذويهم سائلا المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل الشهداء وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.”
وأضاف “توجهنا للجهات المعنية لمراجعة الخطة المعمولة بها والترتيبات كافة والأدوار… وبذل كافة الجهود لرفع مستوى تنظيم وإدارة حركات المسارات للحجيج بكل يسر وسهولة وتذليل الصعوبات ليتسنى لضيوف الرحمن أداء مناسكهم براحة وسهولة.”
كما أوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحفي أن “الجهات الأمنية باشرت الحادث فور وقوعه وتعاملت مع الحالات الإسعافية وإنقاذ الحجاج الذين سقطوا نتيجة هذا التزاحم والتدافع حيث لازالت العمليات الأمنية جارية في الموقع.”
وأضاف ان “أسباب ارتفاع الكثافة في هذا الشارع التي أدت إلى وقوع هذا الحدث لم تحدد حتى الآن حيث لا بد من إجراء تحقيق علمي ميداني شامل حتى يُمكن الوقوف على هذه الأسباب حيث قد يكون جزء منها مرتبطا بعدم التزام الحجاج بخطة التفويج وقد تكون لأي سبب آخر” آملا عدم الاستعجال في تحديد مسببات وقوع هذه الحادثة.
وتقدم كل من بان كي مون الأمين العام للأم المتحدة والبيت الأبيض بتعازيهم في ضحايا حادث الحج.
وقال المتحدث باسم بان في بيان “مما يزيد من الأسى حيال هذا الحادث المأساوي هو حدوثه في اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك في نهاية موسم الحج السنوي.”
وفي واشنطن قال ند برايس المتحدث باسم البيت الأبيض إن “الولايات المتحدة تتقدم بأحر تعازيها لعائلات مئات الحجاج الذين قتلوا والمئات الذي اصيبوا في التدافع المفجع في منى بالمملكة العربية السعودية.”
وأفادت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية أن طهران استدعت القائم بالاعمال السعودي وتقدمت بشكوى رسمية بشأن الكارثة.
وشارع 204 أحد شارعين رئيسيين عبر الخيام في منى وصولا إلى موقع رمي الجمرات. وكان 346 حاجا على الأقل قتلوا جراء التدافع في منطقة رمي الجمرات في 2006.
وقال الدفاع المدني عبر تويتر “تباشر الفرق الآن تفكيك الكتل البشرية وتفويج الحجيج إلى طرق بديلة.”
وأضاف أن أكثر من 220 سيارة إسعاف وأربعة آلاف عامل إنقاذ توجهوا إلى الموقع لنجدة الجرحى. وعرضت قناة (العربية) التلفزيونية لقطات لموكب من سيارات الإسعاف يجتاز الخيام في منى كما نقل بعض المصابين في طائرات هليكوبتر.
وقال حاج عربي طلب عدم ذكر اسمه إنه كان يتمنى أن يرمي الجمرات بنفسه يوم الخميس لكنه خائف من المخاطر.
وقال “أنا منهك جدا بالفعل وبعد ما حدث لا يمكنني الذهاب. سأنتظر الليل وإذا لم يحل الموقف سأرى ربما أوكل شخصا آخر برمي الجمرات نيابة عني.”
وشملت جهود تحسين احتياطات السلامة أثناء رمي الجمرات توسيع المكان وبناء جسر من ثلاثة طوابق حوله وزيادة عدد نقاط دخول الموقع والخروج منه.
وينتشر أكثر من مئة ألف من أفراد الشرطة لتفريق التجمعات قبل أن تصل إلى مستويات كثافة خطيرة وتم نشر الآلاف من كاميرات الفيديو.
وكرر ضابط في مكبرات الصوت قائلا “أيها الحجاج… ما في شخص يدفع الثاني وما ترجعوا من نفس الطريق اللي جيتوا منها. غادروا من الجهة الثانية.”
كان نحو 110 من زوار الحرم المكي قد لاقوا حتفهم قبل أسبوعين عندما سقطت رافعة تستخدم في أعمال توسعة الحرم بسبب عاصفة.