موسكو: ضرباتنا تستهدف كل الجماعات الإرهابية
قالت روسيا يوم السبت إنها ستكثف غاراتها الجوية في سوريا تصعيدا لتدخلها العسكري الذي تقول موسكو إنه ينال من تنظيم الدولة الإسلامية وتقول قوى غربية إن هدفه دعم الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال مسؤول كبير بالجيش الروسي إن مقاتلات نفذت- انطلاقا من غرب سوريا- أكثر من 60 طلعة جوية خلال 72 ساعة في مختلف أنحاء البلاد.
وقال أندريه كارتابولوف من رئاسة أركان الجيش الروسي “لن نواصل الغارات الجوية فحسب… بل سنزيد كثافتها أيضا.”
وأثارت الغارات الجوية التي تنفذها روسيا في سوريا انتقادات قوية من الولايات المتحدة وحلفائها. وتقود الولايات المتحدة تحالفا ينفذ بدوره غارات جوية في سوريا الغارقة في حرب أهلية منذ ما يزيد على أربع سنوات.
وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما- المتحفظ من أي التزامات عسكرية في الشرق الأوسط بعد ما تكلفته الولايات المتحدة في حرب العراق- نظيره الروسي فلاديمير بوتين من أنه يدافع عن حليف مستبد وإنه قد ينزلق إلى “مستنقع”.
وقال وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون إن ضربة جوية واحدة بين كل 20 ضربة روسية في سوريا تستهدف تنظيم الدولة الإسلاميةالذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شرق سوريا وغرب العراق.
واتهم الوزير البريطاني روسيا بإسقاط ذخائر غير موجهة في مناطق يسكنها مدنيون وضد فصائل معارضة تدعمها دول غربية وخليجية في مواجهة الأسد.
وقال كارتابولوف “الغارات نفذت على مدار الساعة من قاعدة حميميم في عمق الأراضي السورية” مشيرا إلى مطار قريب من الساحل السوري على البحر المتوسط تستقر به المقاتلات الروسية.
وأضاف “في ثلاثة أيام نجحنا في إضعاف البنية التحتية للإرهابيين وتقليل قدراتهم العسكرية بدرجة كبيرة.”
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 39 مدنيا على الأقل قتلوا منذ بداية الضربات الجوية الروسية يوم الأربعاء. وأضاف أن 14 مقاتلا معظمهم من متشددي الدولة الإسلامية قتلوا أيضا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن القوات الجوية الروسية نفذت أكثر من 20 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين المنصرمة وقصفت تسعة أهداف لتنظيم الدولة الإسلامية.
وأضافت وزارة الدفاع في بيان أن الأهداف شملت موقعا قياديا للمتشددين ومخبأ تحت الأرض به أسلحة ومتفجرات حول الرقة معقل الدولة الإسلامية في شرق سوريا بالإضافة إلى مخزن للأسلحة في معرة النعمان.
وليس معروفا أن معرة النعمان الواقعة في محافظة إدلب بشمال سوريا تمثل قاعدة للدولة الإسلامية. وقال المرصد السوري إن معظم المقاتلين في تلك المنطقة من جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وأحرار الشام الإسلامية وجماعات مسلحة أخرى.
ونقلت وسائل إعلام رسمية عن مصدر عسكري سوري إن طائرات روسية وسورية دمرت مركز قيادة في اللطامنة بمحافظة حماة حيث تنشط فصائل معارضة يدعمها الغرب. كما استهدف الروس والسوريون معسكر تدريب ومخزن أسلحة في معرة النعمان ومخزن للأسلحة والذخيرة في جسر الشغور.
والأسبوع الماضي قال مقاتلون من المعارضة المسلحة إن الضربات الجوية الروسية قصفت ما لا يقل عن اربعة فصائل من المعارضة المسلحة التي تعمل تحت مظلة الجيش السوري الحر الذي يتلقى دعما عسكريا كبيرا من الدول المعارضة للأسد.
وتدرب بعض هؤلاء على استخدام صواريخ موجهة مضادة للطائرات كجزء من برنامج دعم شهد في بعض الحالات عمليات تدريب أشرفت عليها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في دول بينها قطر والسعودية.
وقال البيان إن الضربات في معرة النعمان التي استهدفت بالقنابل قد دمرت سبع مركبات ومنشآت أخرى ومخازن أسلحة.
وقال عمال إغاثة في مناطق تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا إن الغارات قتلت عشرات المدنيين على الأقل بينهم أطفال.
وفي بلدة إحسم التي تقع إلى الشمال الغربي من معرة النعمان قال عمال إغاثة إن 11 شخصا قتلوا في غارتين. وكان بين القتلى تسعة من عائلة واحدة. أما المرصد السوري فقال إن الضحايا 12 شخصا بين قتيل وجريح.
وأفاد مقاتل في إقليم الغاب بشمال غرب سوريا بوقوع غارات جوية عديدة هناك. وقال إن “الطائرات الروسية ضربت عددا من المناطق في سهل الغاب.”
وأضاف المقاتل واسمه أبو البراء الحموي من جماعة أجناد الشام المعارضة “أصابت (الغارات) جميع الفصائل التي تقاتل ضد الأسد. جميع الضحايا من المدنيين.”
كما قال إن هناك خبراء روسا في قاعدة للجيش السوري بالمنطقة وزيادة في أعداد الأفراد من إيران وحزب الله اللبناني.
وقال سكان في ريف حماة إن منشورات ألقيت تدعو المقاتلين للاستسلام وتعدهم بمعاملة حسنة.
وقال مصدر بالجيش السوري إن هجوما لتنظيم الدولة الإسلامية على المطار في دير الزور قد فشل وإن الجيش قتل عددا كبيرا من “الإرهابيين.”