جدل بين اسرائيل وأميركا حول كيفية قتل الفلسطينيين
عبرت اسرائيل يوم الخميس عن غضبها من إشارة الولايات المتحدة الى أنها ربما استخدمت القوة المفرطة لمواجهة هجمات بالأسلحة البيضاء ينفذها فلسطينيون ونشرت صورا التقطت في مستشفيات قالت إنها تدحض مزاعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن أن طفلا مشتبها به “أعدم”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل استخدمت قوة مشروعة وإن أي بلد آخر سيستخدم نفس القوة للتعامل مع “أشخاص يحملون سكاكين وسواطير وفؤوسا ويحاولون قتل الناس في الشوارع.”
وكان وزير الدفاع موشي يعلون قد اتهم واشنطن بأنها “أخطأت قراءة” الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وأضاف أن قتل الفلسطينيين الذين يحملون السكاكين بالرصاص دفاع عن النفس. ووصف وزير الأمن العام جلعاد اردان التصريحات الأمريكية بأنها “سخيفة”.
وقُتل في العنف في الأسبوعين الأخيرين سبعة إسرائيليين و32 فلسطينيا منهم عشرة مهاجمين الى جانب أطفال ومحتجين قتلوا بالرصاص في مظاهرات شابها العنف.
وأسباب التوتر متعددة لكن غضب الفلسطينيين من زيارات اليهود المتكررة لحرم المسجد الأقصى في القدس أحد الأسباب التي أثارت أعمال العنف.
وفي تصريحات للصحفيين يوم الأربعاء قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن اسرائيل التي أقامت حواجز طرق في الأحياء التي يغلب على سكانها الفلسطينيون بالقدس الشرقية في محاولة لوقف الهجمات لها الحق في حماية مواطنيها وعليها مسؤولية للقيام بذلك.
لكنه أضاف “الآن رأينا بعض – بالطبع أنا لا أتحدث عن نقاط التفتيش – لكن من المؤكد أننا شهدنا بعض التقارير عما يعتبره كثيرون استخداما مفرطا للقوة.”
ومضى يقول “نحن لا نود أن نرى هذا ونريد أن تكون زيادة القيود في أوقات العنف كهذه مؤقتة قدر المستطاع اذا دعت الضرورة لتنفيذها” لكنه لم يتحدث عن وقائع بعينها.
وحين سُئل في مؤتمر صحفي لوسائل إعلام أجنبية في القدس عن هذه التصريحات قال نتنياهو “في ظنكم ماذا سيحدث في نيويورك لو رأيتم أشخاصا يندفعون نحو أناس محاولين قتلهم؟ ماذا تظنونهم فاعلين؟ هل تظنون أنهم سيقومون بأي شيء مختلف عما نقوم به؟”
وأثارت تصريحات كيربي ردود فعل غاضبة في اسرائيل خاصة بعد أن قال عباس في كلمة بثها التلفزيون يوم الأربعاء “ولن نستسلم لمنطق القوة الغاشمة وسياسات الاحتلال والعدوان التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية وقطعان مستوطنيها الذين يمارسون الإرهاب ضد شعبنا ومقدساتنا وبيوتنا وأشجارنا وإعدام أطفالنا بالدم البارد كما فعلوا مع الطفل أحمد مناصرة وغيره من الأطفال في القدس وغيرها من الأماكن.”
وشعر كثير من الفلسطينيين بالغضب بعد تداول مقطع فيديو يظهر مناصرة (13 عاما) وهو مصاب وراقد على الأرض في مستوطنة بسغات زئيف على المشارف الشمالية للقدس بينما يسيل الدم من رأسه.
ويظهر التسجيل المصور ايضا الطفل وهو محاط بعدد من المستوطنين الذين يسبونه بألفاظ بذيئة ويطالبون الشرطة بأن تطلق الرصاص على رأسه فيما يقف رجال الاسعاف في المكان دون تقديم أي اسعافات مباشرة له. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنه هو وابن عمه طعنا اسرائيليين اثنين هناك يوم الاثنين.
وقتل ابن عمه البالغ من العمر 15 عاما بالرصاص وقالت اسرائيل في ذلك اليوم إن مناصرة حي ونقل الى المستشفى بعد أن صدمته سيارة خلال الهجوم. وبعد كلمة عباس نشر المكتب الصحفي للحكومة الاسرائيلية مقطع فيديو لا يصاحبه صوت ويظهر شابا قالت إنه مناصرة يجري إطعامه بملعقة في فراش بمستشفى في القدس. وقال طبيب إن من الممكن أن يخرج من المستشفى قريبا.
وقال أحمد مناصرة عم الطفل لرويترز ان الهدف من نشر الفيديو الجديد هو “التغطية على جريمتها (إسرائيل) وانهم أنسانيون ويتعاملون بإنسانية وأنهم الضحية وكما هو واضح في الفيديو فإن الطفل مقيد في السرير.”
وأضاف “إسرائيل تحاول أن ترد على أبو مازن (الرئيس عباس) عندما رفع صورة احمد والإعدام لا يعني القتل فقط .. الطريقة التي تعاملوا بها مع أحمد هي إعدام أيضا.”
وبعد ساعات من وضع حواجز الطرق الإسرائيلية يوم الأربعاء أصاب فلسطيني امرأة في السبعين من عمرها بسلاح أبيض امام محطة الحافلات الرئيسية بالقدس فقتله رجل شرطة بالرصاص.
ويصف مسؤولون فلسطينيون الحواجز بأنها عقاب جماعي.
وقبل الحادث قالت الشرطة إن فلسطينيا آخر قتل بالرصاص بعد أن حاول طعن أحد أفراد قوات الأمن عند مدخل البلدة القديمة بالقدس.
ونشرت اسرائيل 300 جندي في القدس ومناطق أخرى في محاولة لوقف أخطر موجة من الهجمات التي ينفذها الفلسطينيون في الشوارع منذ اندلاع الانتفاضة قبل عشر سنوات.
وتؤيد حركة حماس علنا الهجمات الحالية ودعت الى مظاهرات غضب وإشعال مواجهات في مدن الضفة الغربية بعد صلاة الجمعة.
ومن المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الى الشرق الأوسط قريبا لمحاولة تهدئة أعمال العنف.
وقال نتنياهو في المؤتمر الصحفي “ثمة اقتراح عن اجتماع بين كيري وأنا والملك عبد الله (عاهل الأردن) وآخرين.”
وأضاف مؤكدا نيته لقاء عباس “لا مشكلة لدي في ذلك.. فعلنا هذا قبل عام. في الواقع كان أمرا مثمرا وقد يحدث مرة أخرى