توتر حول قبر يوسف واقتراح تدويل القدس
تعرض اسرائيليون من اليهود المتشددين فجر الاحد للضرب من قبل فلسطينيين في موقع “قبر يوسف” المقدس لدى اليهود في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بينما يزداد التوتر الذي ادى الى خلاف بين اسرائيل وفرنسا.
وقالت الشرطة الاسرائيلية ان المجموعة وهم طلاب مدرسة دينية تلمودية (يشيفا) في القدس توجهوا الى موقع قبر يوسف دون تنسيق مسبق “لاعادة طلاء الموقع” بعد اضرام النيران فيه الجمعة.
وبحسب بيان صادر عن الشرطة فانه “عند وصولهم قام افراد من الشرطة الفلسطينية بضربهم بالهراوات واعقاب البنادق. وبعدها بدقائق، جاء حشد غاضب (من الفلسطينيين)وبدأوا ضربهم”.
وكان فلسطينيون اضرموا النار الجمعة في “قبر يوسف” مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما ادى الى احتراقه من الداخل بشكل كامل.
ويقع “قبر يوسف” او “مقام يوسف” كما يسميه الفلسطينيون بالقرب من مخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.
وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية اعمال عنف منذ اول تشرين الاول/اكتوبر. وسرعان ما امتدت المواجهات الى قطاع غزة في التاسع منه.
وتقع اشتباكات يومية بين شبان فلسطينيين وقوات الجيش الاسرائيلي في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة.
ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي.
ويشعر الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وزيادة الاستيطان في الاراضي المحتلة بالاضافة الى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية.
وقتل 41 فلسطينيا منذ بدء موجة العنف الحالية في الاول من تشرين الاول/اكتوبر الجاري.وقتل ايضا سبعة اسرائيليين.
وقتل اربعة فلسطينيين السبت بعد محاولات طعن اسرائيليين في القدس الشرقية والضفة الغربية بحسب رواية الشرطة الاسرائيلية.
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.
وبحسب الشرطة الاسرائيلية، فان عشرات من طلاب المعهد الديني الذين توجهوا الى موقع قبر يوسف تصرفوا “بعدم مسؤولية” مشيرة الى ان تصرفهم “كان من الممكن ان ينتهي بفاجعة”.
واضافت ان “غالبية الطلاب تمكنوا من الهرب لكن خمسة منهم تم اعتقالهم من قبل الشرطة الفلسطينية وبعدها تم تسليمهم الى الجيش الاسرائيلي”.
واشارت الشرطة الى احراق احدى سيارات الطلاب.
واضافت الشرطة انه تم نقل الاسرائيليين الخمسة للعلاج. وبعد فحصهم في المستشفى سيتم تقديمهم الى المحكمة لتمديد فترة اعتقالهم بتهمة خرق امر عسكري.
واكدت مصادر امنية فلسطينية لوكالة فرانس برس انها سلمت ثلاثة اسرائيليين للجيش الاسرائيلي لكنها نفت تعرضهم للضرب.
ويشكل هذا الموقع بؤرة توتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ الاحتلال الاسرائيلي لنابلس في 1967.
ويؤكد الفلسطينيون ان الموقع وهو اثر اسلامي مسجل لدى دائرة الاوقاف الاسلامية وكان مسجدا قبل الاحتلال الاسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات.
لكن اليهود يعتبرونه مقاما مقدسا ويقولون ان عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفا للحقائق هدفه سيطرة اسرائيل على المنطقة بذرائع دينية.
ويزور المستوطنون الموقع عادة بحماية من الجيش الاسرائيلي وبتنسيق مع السلطة الفلسطينية. وفي كل مرة تفرض فيها زيارة المستوطنين للمقام تغلق القوات الاسرائيلية المنطقة المحيطة به وغالبا ما تندلع في المنطقة اشتباكات عنيفة مع الشبان الفلسطينيين.
وبدأ التوتر على خلفية اصرار يهود متشددين على الصلاة في باحة المسجد الاقصى.
ويشهد مجمع المسجد الاقصى ومحيطه توترا كبيرا منذ اسابيع.
ويسمح لليهود وغير المسلمين بزيارة المسجد الاقصى خمسة ايام في الاسبوع من الساعة السابعة والنصف صباحا وحتى الحادية عشر صباحا.
ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في اي وقت في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة هناك.
وفي هذا السياق، اعربت اسرائيل الاحد عن غضبها حيال اقتراح فرنسي يلحظ “وجودا دوليا” في الحرم القدسي، واتهمت باريس “بمكافأة الارهاب”.
وذكرت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان الاحد انه “بتصديقها الاتهامات الكاذبة التي يستخدمها القادة الفلسطينيون حول تغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (الاسم اليهودي للمسجد الاقصى)، فان فرنسا تكافيء في اقتراحها الارهاب الذي بدأه الفلسطينيون”.
واعلنت فرنسا نيتها اقتراح اعلان امام مجلس الامن التابع للامم المتحدة ينص على وجود دولي في الحرم القدسي.
وتواصل الدولة العبرية اتخاذ اجراءات امنية اضافية،ومن المفترض ان يتم نشر 300 جندي اضافي الاحد في القدس لتعزيز الشرطة.
وبين الاجراءات الاخرى، اقامت اسرائيل حواجز على مداخل الاحياء في القدس الشرقية المحتلة. وقررت الحكومة الاحد تطبيق اجراء تمت الموافقة عليه في السابق يقتضي بالسماح لقوات الامن بتفتيش اي شخص بحثا عن سلاح.