المعارضة السورية ترفض عرض روسيا لدعم وحل سياسي
قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت إن الكرملين يريد من سوريا أن تعد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حيث كثفت موسكو سعيها لتحويل نفوذها المتزايد لدى دمشق إلى تسوية سياسية.
وتمثل تصريحات لافروف تحولا كبيرا في موقف روسيا وتأتي في أعقاب اجتماع في فيينا يوم الجمعة مع الولايات المتحدة ودول أخرى لمناقشة حل سياسي للأزمة في سوريا.
وقال لافروف إن القوات الجوية الروسية التي تشن حملة من الضربات الجوية على جماعات إسلامية في سوريا منذ 30 من سبتمبر أيلول ستكون على استعداد لتقديم دعم جوي لمقاتلي الجيش السوري الحر الذي يسانده الغرب إذا علمت أين توجد مواقعهم.
وكان الكرملين تحدث بوجه عام عن ضرورة إجراء انتخابات في سوريا من قبل. لكن تصريحات لافروف كانت أول دعوة محددة من موسكو إلى تجديد الحياة السياسية وجاءت بعد أيام من زيارة مفاجئة قام بها الرئيس بشار الأسد لموسكو.
وقال لافروف للتلفزيون الرسمي الروسي في مقابلة أذيعت يوم السبت “لا يمكن لأطراف خارجية أن تحدد أي شيء للسوريين. ينبغي أن نجبرهم على أن يضعوا خطة لبلادهم يتم بموجبها حماية مصالح كل مجموعة دينية وعرقية وسياسية بعناية.”
وتابع قوله “بالطبع يتعين عليهم الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية.”
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف بحث هاتفيا مع نظيره الأمريكي جون كيري يوم السبت إجراء محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة. وأضافت الوزارة على موقعها الإلكتروني إن لافروف وكيري ناقشا أيضا الاستفادة من إمكانات دول أخرى في المنطقة لحث خطى العملية السياسية.
ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعقيب مشيرة إلى ما كان كيري قد صرح به عن سوريا في فيينا يوم الجمعة حينما أبدى تفاؤلا بشأن إمكانية التعاون مع روسيا لإيجاد حل سياسي وإن كان قد أقر بأنه ما زال يوجد اختلاف أساسي بشأن مستقبل الأسد.
وتقول موسكو إن الأسد يجب أن يكون جزءا من أي ترتيبات انتقالية وان الشعب السوري هو الذي يختار من يحكمه. وتقول واشنطن إنها قد تقبل ببقاء الأسد لفترة انتقالية قصيرة لكن لا بد أن يرحل بعد ذلك عن الساحة السياسية.
وقال لافروف الذي ناقش أيضا الوضع في سوريا يوم السبت مع نظيريه الإيراني والمصري إن الكرملين أبلغ الأسد أثناء زيارة موسكو أن إحراز تقدم سياسي أمر ضروري. وقال لافروف إن نجاح القوات الحكومية السورية في ميدان المعارك بدعم جوي روسي سيعزز حكومة الأسد ويجعلها أكثر اهتماما بالتوصل إلى اتفاق سياسي.
وأذيعت المقابلة مع لافروف بعد يوم من اجتماع عقد في فيينا بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية نوقش خلاله إيجاد تسوية سياسية للحرب المستعرة في سوريا.
وقال كيري بعد الاجتماع إنه يتوقع أن تبدأ محادثات جديدة بشأن سوريا قريبا ربما هذا الأسبوع ولم يستبعد إمكانية مشاركة إيران وهو ما تدعو إليه موسكو.
وقال لافروف إنه يريد إشراك مصر والأردن وقطر والإمارات العربية المتحدة وكذلك إيران في المحادثات وتحدث عن ضرورة أن يبدأ الاتحاد الأوروبي أيضا القيام بدور أكبر.
وقال أنه يشعر أن دولا أخرى بدأت أخيرا تفهم الوضع في سوريا بشكل أفضل رغم استمرار التصريحات المعادية للأسد وهو تحول قال إنه يمنح موسكو الأمل بأن العملية السياسية هناك قد تتحرك قدما في المستقبل القريب.
وانتقدت واشنطن موسكو على أنها ركزت معظم هجماتها على جماعات مسلحة يساندها الغرب وحلفاؤه لا على تنظيم الدولة الإسلامية وهو ما أغضب الكرملين الذي قال إنه من المستحيل التمييز بين الإرهابيين.
واستدرك لافروف بقوله إن بلاده على استعداد أيضا لتقديم الدعم الجوي للجيش السوري الحر إذا ساعدتها الولايات المتحدة على تحديد مكان ما سماه “المعارضة الوطنية”.
وقوبل عرضه بانتقادات شديدة من قادة الجيش السوري الحر.
ورفض حسن حاج على قائد جماعة لواء صقور الجبل التي تنضوي تحت إمرة الجيش السوري الحر الفكرة. وكانت جماعته تعرضت لغارات جوية شنتها طائرات حربية روسية في الأسابيع الأخيرة.
وقال لرويترز “لن أتحدث إلى قاتلي.”
وأبدى أحمد السعود قائد الفرقة 13 -وهي جماعة اخري تنتمي الى الجيش السوري الحر- حيرة في فهم الموقف الروسي.
وقال إن روسيا قصفت فصائل الجيش الحر وتريد الآن أن تتعاون معها بينما تتمسك بالأسد مشيرا إلى أنه لا يفهم شيئا من تحركات روسيا.
وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك أحد فصائل الجيش الحر إن دعوة روسيا إلى الانتخابات لا معنى لها لأن أعدادا هائلة من السوريين فروا من البلاد والآخرين في السجون أو تطاردهم الحكومة.
وأضاف قوله إنه إذا كانت روسيا جادة في إيجاد حل فيحب عليها تنحية الأسد “وعصابته” والعمل من أجل تحقيق انتقال سياسي سلمي للسلطة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم السبت في بيان نشرته وكالة إنترفاكس للأنباء إنها نفذت 934 طلعة ودمرت 819 هدفا للمتشددين في سوريا منذ بدء حملتها هناك في 30 من سبتمبر أيلول.