- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب في الخفاء: اسرائيل تتسلل لشمال العراق

جورج مالبرونو

في استباق لخروج القوات الأميركية من العراق، عزز الموساد الاسرائيلي وجوده في المناطق الكردية في شمال العراق على الحدود مع إيران، حسب ما أكد لنا مصدر فرنسي مطلع على شؤون الشرق الأوسط.
وقد تم إعلام الأجهزة الاستخبارية الفرنسية المتواجدة في العراق بتعزيز تواجد رجال الاستخبارات الاسرائيلية عند الأكراد.
من الصعب جداً القول إن استهداف مصطفى أحمدي روشان، العالم النووي الذي قتل بتفجير قنبلة قرب جامعة في شرق طهران، كان بفضل معلومات جمعها أحد العملاء الأكراد المقربين من الاسرائيلين المتسللين إلى إيران.
إلا أن طريقة تنفيذ الاعتداء تذكر باعتداءات سابقة يتفق الخبراء على أنها تحمل توقيع الموساد، ولو نفت إسرائيل بالطبع أي مسؤولية لها بتنفيذها. غير أن الدولة العبرية لا تحيد عن مبدأ تقليدي يهدف إلى التخلص من أعدائها قبل أن يتالوا من أمنها.
وقد سارع المسؤولون الإيرانيون إلى توجيه الاتهامات إلى إسرائيل. وقال أحد وجهاء النظام «إن الدولة العبرية تتحمل مسؤولية الاعتداء، وطريقة تنفيذ العملية مشابه للاعتداءات السابقة التي استهدفت علماء إيرانيين».
وقد قتل أحمدي روشان عندما انفجرت قنبلاة ممغنطة وضعت تحت سيارته التي كان يستقلها وبرفقته راكبين. ويبدو أن شخصاً على دراجة نارية قد وضع المتفجرات تحت سيارة روشان البيجو 405. ويعمل روشان، في موقع نتانز لتخصيب اليورانيوم على مشروع رقيقات تستعمل لفصل الغاز. ومعروف أن نتانز هو المركز الرئيسي للتخصيب في إيران.
التعاون بين الموساد والأجهزة الكردية ليس جديداً. كانت وثيقة جداً في عهد الشاه، قبل أن تتراجع مع استتاب الجمهورية الإسلامية في إيران عام ١٩٧٩. ولكن في سياق غزو العراق من قبل القوات الأميركية، عاد الجواسيس الإسرائيليون لينتشروا في المناطق الكردية في الشمال مع موافقة ضمنية من السلطات المحلية. وبشكل خاص مسعود البرزاني، زعيم منطقة الحكم الذاتي الكردي.
وعلى الأرض يدرب عسكريون إسرائيليون سابقون قوات الأمن الكردية بعيداً عن الأعين. ولكن في السنوات الأخيرة، ومع بروز التهديد النووي الإيراني، باتت الدولة العبرية تستعمل كردستان كقاعدة لتجنيد العملاء بين الأكراد الإيرانيين اللاجئين في المنطقة، قبل إرسالهم إلى الداخل في مهمات وراء الحدود الإيرانية.
يأتي تفجير طهران الأخير في حين أن التوتر بين إيران والغرب في أوجه. ويستعد الاتحاد الأوروبي بالتوافق مع الولايات المتحدة على تشديد سلسلة العقوبات المقررة ضد طهران. وجاء جواب الجمهورية الإسلامية بالتهديد بإقفال مضيق هرمز حيت يعبر ثلث النفط المستعمل عالمياً.
Georges Malbrunot