وفاة أحد أبطال الثورة الجزائرية حسين آيت أحمد
توفي حسين آيت أحمد احد ابرز قادة الثورة الجزائرية والمعارضة في لوزان في سويسرا الاربعاء عن 89 عاما، وفق حزب جبهة القوى الاشتراكية.
حسين آيت احمد هو الاخير من بين القادة التسعة الذين اطلقوا الثورة الجزائرية في تشرين الثاني/نوفمبر 1954.
وقال الحزب الذي أسسه آيت احمد في 1963 في بيان انه توفي في المستشفى اثر “مرض عضال” لم يوضح طبيعته، معربا عن “ألمه العميق”.
ولد حسين آيت احمد في 1926 في عين الحمام بولاية تيزي وزو وكان أحد كبار المحاربين و من أبرز قادة جبهة التحرير الوطني وبعد استقلال الجزائر في 1962 أسس حزب جبهة القوى الاشتراكية.
ترشح في 1999 للرئاسة الجزائرية ثم انسحب ابان الحملة الانتخابية معتبرا ان الانتخابات مضمونة لمرشح النظام عبد العزيز بوتفليقة الذي لا يزال في الحكم الى اليوم.
توقف آيت احمد عن القيام باي نشاط سياسي في2012
سيرته
حسين آيت أحمد ولد في 26 آب/أغسطس 1926 في عين الحمام بولاية «تيزي أوزو»، وينتمي حسين آيت أحمد إلى عائلة دينية حيث كان جده الشيخ محند الحسين مرابطا ينتمي إلى الطريقة الرحمنية. أما هو فعندما بلغ الرابعة من عمره دخل الكتاب لحفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه ، وعندما بلغ السادسة تحول إلى المدرسة الفرنسية دون أن ينقطع عن حفظ القرآن الكريم، ثم بثانوية تيزي وزو و بن عكنون بالعاصمة ، حتى أحرز على على شهادة البكالوريا.
واصل دراسته بعد هروبه من الجزائر عام 1966م وقد حصل على الإجازة في الحقوق من لوزان ثم ناقش أطروحة ذكتوراه في جامعة نانسي ببفرنسا عام 1975م وكان موضوعها: حقوق الإنسان في ميثاق وممارسة منظمة الوحدة الإفريقية.
بدأ نشاطه السياسي مبكرا بانضمامه إلى صفوف حزب الشعب الجزائري منذ أن كان طالبا في التعليم الثانوي، وبعد مجازر 8 ماي 1945، ثم كان من المدافعين عن العمل المسلّح كخيار وحيد للحصول على الاستقلال، وفي المؤتمر السري لحزب الشعب الجزائري المنعقد في بلكور عام 1947، كان من الداعين إلى تكوين منظمة خاصة تتولى تكوير الكوادر العسكرية لتطوير العمل المسلح أصبح عضوا للجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية، وعند إنشاء المنظمة الخاصة كان من أبرز عناصرها وصار ثاني رئيس لها بعد وفاة محمد بلوزداد.
أشرف مع أحمد بن بلة على عملية بريد وهران التي تمت في شهر مارس 1949 وانتهت بالاستيلاء على مبلغ مالي هام دون إراقة دماء، وعند ظهور الأزمة البربرية سنة 1949، وقعت تنحيته عن رئاسة المنظمة الخاصة ليحل محله أحمد بن بلة فانتقل بعد ذلك إلى مصر كممثل للوفد الخارجي لحركة الانتصار بالقاهرة سنة 1951 برفقة محمد خيضر. وشارك بصفته تلك في الندوة الأولى للأحزاب الاشتراكية الآسيوية المنعقدة في رانغون في بورما في كانون الثاني/يناير 1953، وقد دعمت الندوة الكفاح التحريري بشمال أفريقيا. ثم اتجه بعد ذلك إلى باكستان والهند وإندونيسيا حيث تشكلت لجان مساندة لقضية الاستقلال الجزائري.
شارك حسين آيت أحمد في مؤتمر باندونغ عام 1955، وانتقل إلى نيويورك للدفاع عن القضية الجزائرية أمام هيئة الأمم المتحدة، وأسس هناك في نيسان/ابريل 1956 مكتبا لبعثة جبهة التحرير الوطني. بعد مؤتمر الصومام المنعقد في شهر آب/افسطس 1956، عيّن عضوا في المجلس الوطني للثورة الجزائرية. ثم كان رفقة كل من أحمد بن بلة ومحمد خيضر ومحمد بوضياف، والكاتب مصطفى الأشرف الذين كانوا على متن الطائرة المتوجهة من العاصمة المغربية الرباط إلى تونس والذين اختطفتهم سلطات الاستعمار الفرنسية يوم 22 تشرين الأول/أكتوبر 1956. وقد نفى آيت أحمد أن يكون الحسن الثاني متورطا في اختطاف الطائرة. ورغم تواجده بالسجن فإنه عيّن وزيرا للدولة في التشكيلات الثلاث للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. أطلق سراحه مع زملائه بعد وقف إطلاق النار في عام 1962.
بعد حصول الجزائر على استقلالها في 5 تموز/يوليو 1962م، نظمت انتخابات للمجلس التأسيسي في شهر سبتمبر وكان حسين آيت أحمد من ضمن الفائزين مرشحا عن دائرة سطيف. ولكنه ما لبث أن اصطدم مع ما كان يعتبره سياسة تسلط يتبعها أحمد بن بلة ، فاستقال من المجلس التأسيسي وأسس حزب جبهة القوى الاشتراكية في سبتمبر 1963م ليحمل السلاح ويدخل متخفيا إلى تيزي وزو حيث أوقف عام 1964م وحكم عليه بالإعدام، ثم صدر عفو عنه ووضع في سجن اللامبيز، ثم توصل إلى اتفاق مع الرئيس أحمد بن بلة ، إلا أن الانقلاب الذي حدث في 19 حزيران/يونيو 1965م وحال دون توقيع ذلك الاتفاق وصول هواري بومدين إلى الحكم.
هرب من سجن الحراش و من الجزائر في الأول من أيار/مايو 1966م ، ليعيش في منفاه الاختياري بسويسرا، ولم يعد إلا مع الانفتاح الذي أعقب أحداث تشرين الأول/أكتوبر 1988م.
أمضى في الأثناء عام 1985م مع أحمد بن بلة على نداء موجه إلى الشعب الجزائري من أجل إرساء الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان
نزل حسين آيت أحمد بمطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية في شهر كانون الأول/ديسمبر 1989م ، وعاش التحولات التي عرفتها البلاد منذ ذلك الحين وإلى حدود عام 1992م حيث عاد إلى سويسرا بعد اغتيال الرئيس محمد بوضياف عام 1992م .
وكان طيلة هذه الفترة من المعارضين لإيقاف المسار الانتخابي في كانون الثاني/يناير 1992م ، وبعد أسبوع من اغتيال محمد بوضياف دعا إلى تنظيم ندوة وطنية لتقديم تصور للخروج من الأزمة.
وفي عام 1995 كان من الموقعين في روما سانت إجيديو مع ممثلي ست تنظيمات سياسية أخرى على عرض للخروج من الأزمة. ثم كان من الداعين إلى إنشاء لجنة تحقيق دولية في المجازر التي شهدتها الجزائر بدءا من 1996م ، وفي 5 شباط/فبراير 1999م ، قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية غير أنه انسحب منها رفقة المرشحين الآخرين منددين بما سموه التزوير ، وقد انتهت تلك الانتخابات بفوز عبد العزيز بوتفليقة بتلك الانتخابات، أما حسين آيت أحمد ، فرغم أنسحابه فقد حصل على المرتبة الرابعة ب319,523 صوتا أي 3.17 بالمائة من الأصوات.
واحتفظ بشعبية كبيرة في منطقة القبائل حتى وإن تأثر أداء حزبه السياسي منذ اندلاع أحداث أفريل 2001م.