باريس – بسّام الطيارة
بعد ٤٨ ساعة من التخبط بسبب خفض علامة التصنيف الائتماني، كشفالرئيسالفرنسينيكولاساركوزيأنه سوف يتوجه للشعب الفرنسي في نهاية الشهر: «سوف أقول للفرنسين ما هي القرارات الضرورية للخروج من الأزمة، سوف أقول لهم إننا يمكننا تخطي الأزمة شرط أن نتملك الإرادة جماعياً والقدرة على إصلاح بلدنا». مثل هذ التصريحات تستفز خصومه السياسين لأنه يمزج بين «المرشح وبين رئيس الدولة التي تواجه أزمة»،ولميترددوا بطلب من لجنة الانتخابات «دمج مصاريف تنقلاته كرئيس ضمن ميزانية حملته الانتخابية».
ويبدو أن المزج بين المواقع لا يقتصر على خصوم ساركوزي، بل إن مؤيديه أيضاً يمزجون بين الأدوار المطلوب أن يقوم بها فرانسوا هولاند المرشح الاشتراكي: فرئيس الوزراء فرانسوا فييون يطلب منه أن يخضع الشق الاقتصادي في برنامجه الانتخابي لـ… ستاندرد أند بورز، وحين توجه أمس ضمن حملته الانتخابية إلى «غوادلوب» وهي مقاطعة فرنسية عبر البحار، انتقده بعض نواب اليمين لأنه «يترك فرنسا وهي في أزمة». ولكن هذه المرة انقلب السحر على الساحر إذ اكتفى هولاند بالرد «نحن هنا في فرنسا».
مرد هذا التخبط والمزج في المواقع والاستهداف المتبادل بين المرشحين الأساسيين سببه عدم القدرة على معرفة الأثار التي يمكن أن يتركها قرار خفض تصنيف البلاد على «مزاج المواطنينقبلأقلمنثلاثةأشهرمنالانتخابات».
سببآخرهوبدءتحركشعبيةفرانسوا بايرو الوسطي صعوداً واقترابه بقوة من المركز الثالث الذي تحتله مارين لوبن ممثلة اليمين المتطرف، وهذا ما يقلب حسابات المرشحين الأوفر حظاً حسب الإستفتاءات للفوز بالدورة الأولى: ففي حال تراجعت لوبن إلى المركز الرابع، فإن عدداً ممن لا يؤيدون هولاند وساركوزي يمكن أن يصبوا في صالح المرشح الوسطي وتكون النتيجة تراجع ساركوزي إلى المرتبة الثالثة، في هذه الحالة فإن عدداً كبيرآً من مؤيدي ساركوزي والموجودين على يمين رقعته السياسية يمكن أن ينتقلوا لتأييد مارين لوبن خوفاً من افتقاد مرشح يميني في الدورة الثانية وحصرها بين الوسطي والاشتراكي، بينما من المستبعد أن تنتقل كتلة كبيرة من مؤيدي لوبن «العقائديين» لصالح ساركوزي في الدورة الأولى. وهو ما يحصل عادة في الدرة الثانية لاستبعاد اليسار.
إلا أن الخبراء يرون أن تقدم بايرو في الاستفتاءات هو نتيجة «ردة فعل استفتائيةحسابية» لاتتعلقبالشأن الانتخابي السياسي، وقد سبق لبايرو في الفترة التي سبقت انتخابات عام ٢٠٠٧ أن صعد بقوة عندما «صممت دور الاستفتاء» عى طرح اسمه كفائز محتمل في الدورة الأولى عوض المرشحة الاشتراكية آنذاك سيغولين رويال، فسجلت الاستفتاءات التالية عدة نقاط لصالحه زادتمنرصيدهمن دون أن تؤثر على النتيجة النهائية للدورة الأولى، وقد اتهمت رويال مكاتب الاستفتاء بطرح «احتمالات غير قابلة للتحقيق على المستفتين ما يغير من قيمة إجاباتهم». وقد تكون ظاهرة بايرو هذه المرة أيضاً مماثلة لما حدث سابقاً أو تكون تعبيراً حقيقياً عن تغيير في أهواء المواطنين لا تصب في خانة التطرف بل تستبعد الحزبين الكبيرين.
لا استفتاءات جديدة حتى اليوم وتظل الأرقام كما كانت قبل يومين.
أخر استطلاعات الرأي (إيفوب IFOP):
فرانسوا هولاند: 27٪
نيكولا ساركوزي: 23 ٪
مارين لوبن: 21.5 ٪
فرانسوا بايرو 13 ٪ حزب «موديم» وسط
لوك ميلانشون 6.5 ٪ الجبهة الشيوعية (لأول مرة لا يوجد مرشح عن الحزب الشيوعي)
إيفا جولي 3.5 ٪ الخضر
دومينك دو فيلبان ٢ ٪ الجمهورية المتضامنة
هيرفيه موران ١ ٪ الوسط الجديد
نتالي أرتو 0.5 ٪ النضال العمالي
فيليب بوتو 0.5 ٪ حزب الصيادين
بيار شيفينمان 0.5 ٪ حركة اليسار الراديكالي
كورين لوباج 0.5 ٪ (كاب 21) بيئة يمين
كريستين بوتان 0.5 ٪ تمثل المسيحيين المحافظين
نيكولا دوبون أينيان 0.5 ٪ «قف للجمهورية» ديغولي
أما في الدورة الثانية يفوز هولاند بـ٥٧٪ مقابل ٤٣٪ لساركوزي