لا زالت أزمة المهاجرين تلهم اليمين المتطرف الأوروبي الذي يستعمل الخدع على شبكات التواصل الاجتماعي لسحب كل تعاطف مع اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا. عشرات من الصور المزيفة تتعلق يالأحداث الأليمة التي وقعت خلال احتفالات رأس السنة في كولونيا في ألمانيا. وأخبار تتعلق الأمر بنساء تم الإعتداء عليهن في مناسبة أخرى ولكن دم دمج قصصهن ليصبحن ضحايا اعتداء الليلة الشهيرة ليلة زأس السنة. بالطبع حصل ما حصل في رأس السنة ولكن العديد من الأخبار المنتشرة على مواقع التواصل الجتماعي هذ مزيفة مع صور مزيفة.
الهدف واحد وهو تأجيج الشعور القرف من اللاجئين. وكل هذا التزييف ليأتي بحجج متكررة موجهة ضد المهاجرين واللاجئين مؤخراً . ومنها توجيه اللوم للحكومات بحجة تفضيل المهاجرين على حساب المتشردين الفرنسيين الذين يعيشون دون مأوى محدد.
ذكرت صحيفجة لوموند الفرنسية هذا الخبر المتناقل على أنترنيت وأظهرت كيف تم تزييفه يوم الجمعة ١٤ ك٢/يناير: مونتاج الصور يظهر عدد من المشردين الفرنسيين على قارعة الطريق على يسار الصورة تحت عنوان «البرد القارس ومصير المشردين الفرنسيين» وعلى يمينها مجموعة أسرة نظيفة في ملعب رياضي مسقوف تحت عنوان «البرد القارس ومصير اللاجئين» . وفي الواقع فهذه حسب الصحيفة حقيقة كاذبة.
فالثورة الأولى للفرنسيين من دون مأوى التقطها سيريل فيفاربرغ من وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) خلال شهرت١/ أكتوبر ٢٠١٢ بباريس، ونشر في روبرتاج أعده لجريدة “لاكروا”. والصورة الثانية التقطها المصور ذاته وهي تظهر مراكز الاستقبال للمشردين أيضاً فتحت في حي الأنفاليد لتمكين المتشردين من مواجهة البرد وليس للمهاجرين.
ومن هنا نرى أن تركيب الصور هدفه إثارة النعرات وتهييج الرأي العام الفرنسي لينفروا من اللاجئين، بعد أن شكلت حادثة مدينة كولونيا رافعة لهذا التأجيج. أضف إلى أن اليمين المتطرف يدافع هنا عن المشردين وقد ثبت إحصائياً أن نصف المتشردين هم من الأجانب والمهاجرين وهذا منذ سنوات وبالتالي يكون الاختلاف مع الأجانب لا معنى له.
ظاهرة أخرى للتلاعب الإعلامي هو تسريب أخبار قديمة متعلقة بالمهاجرين واللاجئين ولكن يتم نشرها كما لو أنها حديثة.
تناولت المواقع الاجتماعية أحداث اغتصاب سويدية من قبل مهاجر أو لاجئ وقد علت الأصوات تستنكر هذا الاعتداء وتطالب بوقف استقبال اللاجئين. الحدث وقع بالفع حقيقة إلا أنه يعود إلى أيلول/سبتمبر ٢٠١٥، وقد تورط فيها قاصرون أتوا من شمال إفريقيا ولا ندري ما إذا كانوا من اللاجئين غير شرعيين أم ولدوا في أوروبا. وقد تناقلت هذه القصة بكثرة منشورات الحزب اليميني المتطرف الجبهة الوطنية وأعيد تناقله منذ أيام قلائل دون أن تحديد تاريخ لهذه الجريمة. وكذلك الأمر بخصوص قضية طعن عسكري بالسلاح الأبيض، وقد ارتفعت أصوات اليمين بسبب «تجاهل الإعلام للجريمة» واعتبرت سكوت وسائل الإعلام عنه «مؤامرة». والواقع أن الخبر صحيح ولكنه يعود إلى حزيران/يونيو ٢٠١٤ حين قُتِلَ «جريمي مورترو »على يد لاجئين من البوسنة، وهذا ما يفسر سكوت وسائل الإعلام اليوم.