فلسطين: الاستيطان يتوسع في كافة الاتجاهات
رام الله- المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان
أوضح المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان في تقرير الاستيطان الاسبوعي أن الاطماع الإستيطانية الاستعمارية لدولة اسرائيل ليس لها حدود ، فما جرى خلال الأسبوع المنصرم من استيلاء على عقارين فلسطينيين في البلدة القديمة في الخليل ما هو الا محاولة لتهويد المنطقة المحيطة بالحرم الإبراهيمي بالكامل وانشاء تواصل استيطاني حول ما يطلق عليه المستوطنون ” مغارة المكفيلا” الحرم الإبراهيمي ومن المغارة الى مستوطنة “كريات أربع ” . كل هذا يتم بتواطؤ حكومة اسرائيل وأجهزتها الأمنية وأحزاب الائتلاف الحكومي مع المستوطنين . كان ذلك واضحا بعد ان قام مستوطنو الخليل بالإستيلاء على عقارين في البلدة القديمة من مدينة الخليل ضمن صفقات مشبوهه ، واطلقوا على العقارين “بيت ليئا و بيت راميل ” وذلك على يد جمعية استيطانية تعرف باسم “وسعي مساحة خيمتك ” الإستيطانية والناشطة في الخليل والتي يراسها ابن المستوطن “شلوموا ليفنجر ” وهدفها تخليص وانقاذ الأرض من العرب ، حسب زعمها .
وفي سياق تحريض قادة الإحتلال ووقوفهم الى جانب انتهاكات المستوطنين قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، تعقيبا على إخلاء المستوطنين مؤقتا من العقارين بأن حكومته تدعم الأعمال الاستيطانية في كل وقت ولا سيما في هذه الأيام،وأضاف أن “إسرائيل دولة يحكمها القانون ويجب احترامه” على حد قوله ووعد بإعادة هؤلاء المستوطنين الى العقارين :” بعد أن تتم المصادقة على إجراءات شراء المبنيْن المتنازع عليهما في الخليل وإسكانهما بمستوطنين يهود على غرار ما حدث فيما مضى في قضايا مماثلة.”
في الوقت نفسه يعتبر توسيع خط القطار الخفيف من أخطر وأهم المشاريع الاستيطانية التهويدية التي تنفذها بلدية الاحتلال، حيث صادقت “لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة للبلدية” على إنشاء خط ومسلك جديد للقطار الخفيف هو( الثالث )من نوعه في القدس، بطول نحو 20 كم متواصلة، يوصل بين مستوطنات المدينة من طرفيها الشمالي والجنوبي، وأطلقت عليه اسم “الخط الأزرق”، وكان قد سبقه انشاء “الخط الأحمر” المشغّل حاليًا منذ خمس سنوات، ويبلغ طوله نحو 14 كم، ويصل بين مستوطنة “النبي يعقوب” شمال شرق القدس، ويمر بجانب أسوار القدس القديمة، وينتهي بجانب مستشفى “هداسا” غربي المدينة و”الخط الأخضر”، وهو في مراحله الأخيرة للمصادقة عليه، ليصل ما بين جبل المشارف شرق شمال القدس، وبين مستوطنة “جيلو”، وتفريعات أخرى، وسيصل طوله إلى نحو 20 كم أيضًا. ويهدف توسيع مسار القطار ربط المستوطنات المقامة على أجزاء من مساحة الضفة الغربية المحتلة وأراضي في شرقي القدس بغربها، لتسهيل وصول المستوطنين إلى المدينة، ولإحاطتها بمستوطنات كبيرة ضمن مشروع “القدس الكبرى”. ويُقطع هذا المسار أوصال الأحياء الفلسطينية، بحيث تصبح مجزأة ومعزولة عن بعضها، وما لذلك من تبعات خطيرة على السكان المقدسيين.
وفي السياق ذاته كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن فحوى اتفاق جرى مؤخراً يقضي ببناء كنيس يهودي جديد قرب حائط البراق جنوب المسجد الاقصى المبارك، على أن يكون مختلطاً ما بين الرجال والنساء، وذكرت المصادر أن أطرافا معنية توصلت إلى صيغة اتفاق بينها تقضي بتخصيص ساحة ومنطقة صلوات رسمية لليهود «المتحررين» – اليهودية الليبرالية – في المنطقة الواقعة بين جنوب طريق باب المغاربة وشمال الزاوية الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى المبارك، وسوف تعرض بنود الاتفاق على الحكومة الإسرائيلية يوم غد الأحد للمصادقة عليها في جلستها الأسبوعية، مرفقة بمخططات وخرائط مرخصة لهذا الشأن، تم إعدادها من قبل البلدية العبرية في مدينة القدس وما يسمى بـ ” صندوق إرث المبكى ” .
كما شرعـت أذرع الاحتلال الإسرائيلي ببناء الطابق الرابع من المشروع التهويدي “بيت شطراوس” الذي يقام على بعد نحو 50 مترًا غربي المسجد الأقصى المبارك، في ساحة البراق، ضمن أبنية جسر أم البنات ، بعد الانتهاء من بنائه، سيستعمل مكتب سكرتاريا متعدد لـ”راب المبكى”، مكتب شخصي للراب نفسه، وسيضم كذلك مكاتب تشغيلية لمبنى “بيت شطراوس”، وغرف لتغيير الملابس للعمال الرجال، وأخرى للنساء، وكذلك غرفة تضم الخزائن الشخصية، علما ان الأعمال في بناء “بيت شطراوس” في مراحله المختلفة أدت إلى تدمير وتخريب آثار عريقة أغلبها من الفترات الإسلامية، ووكان ما يسمى “صندوق إرث المبكى”، وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية – شرعت مطلع عام 2013 في بناء “بيت شطراوس”، وهو عبارة عن إضافة مبنى من طابقين ملاصق لمبنى إسلامي كان قد استعمل من قبل الاحتلال لأغراض تهويدية استيطانية.
فيما تواصلت مخططات التهويد والإستيطان حيث صادق ما يسمى “المجلس الأعلى للإدارة المدنية”، الأسبوع الماضي، على بناء 153 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية ، بما فيها زيادة 34 وحدة سكنية في “عيتس أفرايم”، على مسطح بمساحة 46 دونما،وفي مستوطنة “كرميل”، المقامة على أراضي جنوب الخليل على 28 وحدة سكنية جديدة. وفي مستوطنة “رحليم”، الى الجنوب من مدينة نابلس والتي صودق على خارطتها الهيكلية مؤخرا، تمت تسوية وضع 61 وحدة سكنية، وإضافة 31 وحدة سكنية، وفي الجهة الشمالية من مستوطنة ‘ألون شفوت’ صودق على بناء 60 وحدة سكنية، على مسطح بمساحة 10 دونمات.
ومن أجل تعزيز أمن المستوطنات وتشجيع المستوطنين على مواصلة انتهاكاتهم وأعمال العربدة التي يقومون بها ، صادقت لجنة المالية التابعة للكنيست الاسرائيلي على اضافة مبلغ 33 مليون شيقل لميزانية أمن وحماية مستوطنات القدس المحتلة لتصبح هذه الميزانية 83 مليون شيكل للعام الجاري.وكان من المقرر تخفيض هذه الميزانية عام 2016 لكن حزب “البيت اليهودي” طلب رفع الميزانية من 50 مليون الى 83 مليون شيقل وهذا ما صادقت عليه اللجنة.
وكمساهمة في مشاريع تهويد مدينة القدس، طالب مكتب السياحة الإسرائيلي من المنظمات والجمعيات الرسمية وغير الرسمية، والمؤسسات الأهلية والثقافية والتربوية الإسرائيلية بنقل مؤتمراتهم واجتماعاتهم والأيام الدراسية الخاصة بهم إلى مدينة القدس المحتلة، بهدف إعادة الحياة فيها من جديد، وإنعاش الحركة السياحية الداخلية، وقال مدير عام مكتب السياحة “أمير هليفي”في ظل الظروف الأمنية المعقدة التي تعيشها القدس، فإنه من الواجب أن نتوحد جميعًا ونقوي انتماءنا القومي”، مشيرًا إلى أن مكتب السياحة يعرض رزمة كبيرة من الفعاليات والنشاطات التربوية ذات الطابع السياحي والتاريخي التي تناسب الاسرة.
وقد تواصلت انتهاكات الإحتلال في كافة محافظات الضفة الغربية ، حيث أوجز المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان تلك الانتهاكات على النحو التالي في فترة اعداد التقرير :
القدس:هدمت طواقم وجرافات بلدية الاحتلال منزل المواطنة كفاية الرشق، بعد ان اخلته من ساكينه، وذلك لصالح شق شارع “21” الاستيطاني علما ان منزلها قائم منذ 15 عاماً، ويأوي 19 فردا بينهم أطفال، و الشارع خطط له منذ تسعينيات القرن الماضي، وبدأ بتنفيذه قبل حوالي ثلاثة أعوام، ويخترق الشار أراضي حي شعفاط ماراً بين منازله، ليربط بين مستوطنتي “بسجات زئيف” و”النبي يعقوب” ومستوطنة “رامات شلومو” ليمتد الى الشمال (عطروت وموديعين)، وهو بذلك يدمر النسيج الاجتماعي والزراعي للحي كونه شارع سريع سيلتهم مئات الدونمات الزراعية وسيفصل بين منازل المواطنين وشق الشارع الاستيطاني “21” سيتبعه توسيع مستوطنة “رمات شلومو” عبر اضافة 1500 وحدة استيطانية تم المصادقة عليها خلال الاعوام الماضية وقد طرحت عطاءات لبناء وحدات استيطانية منها.
وهدمت جرافات بلدية الاحتلال منزلا قيد الانشاء في قرية جبل المكبر، بحجة البناء دون ترخيص، حيث اقتحمت حي الصلعة بقرية جبل المكبر، وحاصرته وداهمت منزلا قيد الانشاء، يعود للمواطن ابراهيم علي صري، وشرعت بهدم السور المحيط به، وجرفت الأرض قبل وصول صاحب المنشأة. وتم الهدم دون سابق انذار.وأعدمت قوات الاحتلال بدم بارد الطفلة رقية عيد أبو عيد ( 13 عاماً) ، بإطلاق النار عليها في منطقة «عناتا» شمال القدس المحتلة. و ادعت شرطة الاحتلال ان الفتاة حاولت طعن حارس اسرائيلي للمستوطنة وقام بقتلها.واستشهد الفتى محمد نبيل حلبية (15 عاما) . استشهد بعد قيام قوات الاحتلال باطلاق النار عليه بالقرب من مفرق “الجبل” في بلدة ابو ديس شرق القدس.
وأعربت عائلات مقدسية تقطن في بلدة سلوان عن خشيتها من انهيارات أرضية جديدة في الشارع الرئيسي الممتد من سور الاقصى الجنوب مرورا بحي وادي حلوة وصولا الى حيّي عين اللوزة والبستان، بسبب الحفريات المتواصلة التي تنفذها سلطات الاحتلال وجمعيات استيطانية في المنطقة، وكانت تسببت بتصدعات وتشققات في جدران منازل المنطقة في وقت سابق.
الخليل:أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، بإغلاق الشارع الرئيسي الرابط بين قريتي بيت عمره وكرمه جنوب مدينة الخليل ، ويأتي إغلاق هذا الشارع الحيوي في سياق العقاب الجماعي لسكان جنوب الخليل، وزيادة الضغوط عليهم، كما داهمت مجموعة من المستوطنين (“قصر المورق الأثري” غرب الخليل) مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليه عبر جماعات المستوطنين الذين داهموا القصر مؤخرا، لتأدية شعائرهم التلمودية. وزعم المستوطنون عبر وسائل إعلام عبرية العثور على ما يسمى بـ”آثار للحياة اليهودية” في قصر المورق الذي أثبتت عمليات التنقيب فيه أنه قصر روماني.وكانت مفاجأة سكان قرية المورق الذي تتوسّطها بقايا هذا القصر بحضور عدّة حافلات للمستوطنين يؤمّنها العشرات من الجنود الذين أعلنوا التجوال على قرية وألزموا السكان منازلهم.
نابلس:قررت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، ، هدم وترحيل سكان منطقة عين الرشاش الواقعة بالقرب من قرية قصرة جنوب نابلس، يوم الاثنين المقبل. سلطات الاحتلال الاسرائيلي ابلغت السكان رسميا بانها ستقوم يوم الاثنين القادم بهدم وترحيل كافة السكان والبالغ عددهم 85 مواطنا وهدم كافة بركساتهم الزراعية بشكل كامل. ومن الجدير ذكره ان سكان هذه المنطقة متواجدين فيها منذ عشرات السنوات، وانهم يقومون بتربيه المواشي والاعنام في المنطقة وان سلطات الاحتلال تتضرع بحجج واهية وهي قرب المنطقة من معسكر لقوات الاحتلال”.
الأغوار: أدت تدريبات عسكرية شرعت باجرائها، عشرات الدبابات والمدرعات الاسرائيية الثقيلة، في أراضي وحقول المزارعين الفلسطينيين في مناطق “سهل البقيعة، والرأس الاحمر” و”خربة عاطوف” والمناطق المجاورة شرق محافظة طوباس الى تدمير مساحات شاسعة من الارضي والحقول الزراعية، وتشريد الاهالي من مساكنهم.وقال مواطنون، بان الدبابات اطلقت قذائفها بين مساكنهم وخيمهم وبركساتهم، ما دفع العديد منهم لترك مساكنهم والمكوث مع اطفالهم في العراء، رغم البرد والصقيع، حفاظا على أرواحهم من قذائف الدبابات.كما أفاد الاهالي، بأن جنازير الدبابات دمرت مساحات شاسعة من أراضيهم الزراعية وحقولهم التي تحولت الى ميادين تدريب. ويخشى الاهالي كذلك من الالغام والقذائف غير المنفجرة التي يتركها الاحتلال، والتي ادت في فترات سابقة الى استشهاد واصابة الكثيرين من سكان هذه المناطق جرّاء انفجارها بهم.وظلت منطقة سهل البقيعة وأراضي الخرب الفلسطينية المجاورة.